ألعاب القوى المغربية تفقد أحد أساطيرها،و تودع البطل العالمي حدو جادور لمثواه الأخير

الفجر الجديد:
بقام:صهيب أحمد الذغوغي
يقول الله تعالى : ” كل نفس ذائقة الموت “. ويقول كذلك : ” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام “.
انتقل الى عفو الله ورحمته أحد قامات رياضة العاب القوى المغربية بتاريخ مشرف بعد صراع طويل ومرير مع المرض . إنه البطل المغربي والدولي حدو جادور الذي وافته المنية مساء يوم السبت 11 شتنبر الجاري بمنزله .
ووسط اصطفاف العشرات من اقربائه وأصدقائه الذين علموا بخبر الوفاة وجاؤوا صباح يوم الأحد الموالي ، وتجمعوا أمام منزله لإلقاء نظرة الوداع والمشاركة في تشييع جنازته ، نقل جثمان المرحوم من منزله على الساعة الواحدة والنصف وقت دخول صلاة الظهر ملفوفا بثوب أبيض على مثن سيارة نقل أموات المسلمين في اتجاه مسجد الموحدين للصلاة على صلاة الجنازة .
وبعد فريضة صلاة الظهر . أدوا عليه صلاة الجنازة ثم توجه موكب المشيعين في خشوع وسكينة ووقار وتضرعا إلى الله إلى مقبرة سيدي بلعباس بمدينة سلا لتتم مراسيم عملية الدفن .
حضر مراسيم الدفن إلى جانب أفراد عائلته وأصدقائه ، عدد كبير من الشخصيات الرياضية البارزة المدنية منها والعسكرية ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : محمد عزيز داودة الذي شغل سابقا منصب مدير الرياضات بوزارة الشباب والرياضة والمدير التقني للاتحاد الافريقي لألعاب القوى والمدير التقني الوطني للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى إبان رآستها من طرف المرحوم عبدالرحمان المذكوري وبعده الحاج محمد المديوري . صمصم لحسن عقا صاحب الرقم القياسي الإفريقي في مسابقة دفع الجلة ب 20 متر وبعض السنتمترات ، والمدير التقني الوطني إبان الرئيس الحاج محمد نودير . البطلة الأولمبية والعالمية نزهة بيدوان في تخصص 400 متر حواجز . عمر غزلات صاحب الرقم القياسي الوطني في مسابقة 100 متر . السيدة حكيمة بن الشريفة مديرة المعهد الوطني لألعاب القوى بالرباط . الكولونيل مأجور المهدي بويگومان المدير العام للمركز الرياضي العسكري بالمعمورة سابقا . المدير الاداري الحالي للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى وعدد كبير من الابطال الدوليين المدنيين والعسكريين ، والمدربين الوطنيين ورؤساء بعض الأندية والجمعيات الرياضية المنضوية تحت لواء الجامعة الملكية المغربية لألعاب الذين جاؤوا من مختلف المدن لحضور وتشييع جثمان المرحوم حدو جادور .
كانت الصدمة بادية على وجه الجميع . وكان واضحا تاثرهم بفقدانه . لكن قدر الله ما شاء . ولله ما أعطى ولله ما أخد . وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تم استقبال رحيله عنهم بنفس راضية بقضاء الله وقدره ، وبقلب خاشع يملؤه الحزن الشديد . إذ أننا نحن مسلمون ، ولا احد منا يعترض على قضاء الله وقدره .
هكذا تم توديع المرحوم بأحسن وداع من خلال حضور هذه الثلة من الاشخاص والضيوف وهم يدعون له بأعظم دعاء يتمناه كل ميت ، ألا هو الدعاء بالرحمة والمغفرة . عشر الله خطوات الجميع . وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وقبل اختتام هذه السطور لابد من التذكير بأمر مهم في حياة المرحوم حدو جادور . ليعلم الجميع أنه إبان مشواره الرياضي ، سرق منه موعد مع التاريخ لا يعوض . إذ أنه خلال أولمبياد ميونيخ بألمانيا سنة 1972 . كان حدو جادور العداء الأقوى والأجدر بالفوز بالمسابقة التي كان مسجلا بها وهي مسابقة 1500 متر . وبالتالي تمكين المغرب من أول ميدالية ذهبية اولمبية ، ستكون أول ميدالية من المعدن النفيس في تاريخ المغرب يعزز بها رصيده من الميداليات . لكن لعنة الإصابة التي لحقته إثر سقوط جلة بالخطأ على رجله ، منعته من المشاركة . وهكذا سرقت منه الميدالية الذهبية التي كان المرشح الأكبر للظفر بها بشهادة جميع الأطقم المرافقة للبعثة المغربية وكذا بعض الصحافة الرياضية الدولية والخبراء الرياضيين . هذا فضلا عن فوزه بعدة بطولات عالمية عسكرية وبطولات وطنية .
عاش المرحوم في حياته حياة صعبة مريرة يقاوم فيها المرض أكثر من ثلاثين عاما وهو يقاوم . أكثر من إحدى عشرة عملية جراحية أجريت له على بطنه . كان صديق الجميع . كان يتصرف بهدوء ويحاور بهدوء . لا يخطىء في حق أي أحد ولا يشيع أسرار أحد . لايحب الجدل ولا الجهر بالقول .
رحمك الله يا حدو وأسكنك فسيح جناته .