الإبداع وطوفان التفاهة

إلهام التونسي ✍️ المغرب
بريق الشهرة، السحر و المبتغى ىسباق نحو تحقيق الذات مغلف بالتفاهة في زمن اختلت فيه مقاييس ومعايير الإبداع والجمال وأصبح العزاء لمنظومة القيم واجبا، إنه طوفان التسطيح الذي ينخر جذور كل المجتمعات العربية، زكاه النظام الرقمي الذي أسهم في تسفيه المجتمع و تمييعه وارتدى الرقي ألوانا أخرى تحت ظل شعارات حرية التعبير أو الأصح حريةالتسفيه والتمييع وتفريخ جيل جديد مغيب، إنه سحر الصورة والمؤثرات والمحفزات التي تثير مشاعر المغيبين فكريا وجسديا و نفسيا و الذين تمكنت هشاشة الفقر والعوز منهم، ونخر العجز المعرفي عقولهم فكان الملجأ والملاذ الوحيد هو إرتداء زي التافهين لتحقيق طموحات نفسية تهدم أجيالا، وتجعل النشئ ينسلخ عن دينه وقيمه وتربيته الإسلامية وتقاليده العربية، لن أسهب كثيرا في أشكال هذا التمييع وهذه التفاهة الممنهجة التي غيرت الاتجاهات والفطرة السوية والمنطق بشكل مرعب، فصفق لها من كونوا هذا النظام. إذن فمن البديهي أن تجد إنسانا تافها وجاهلا يأخد زمام أمور وهو لايفقه في الأمر شيء فكم من جاهل يملك سلطة المال شيد مدارس ووظف عقولا وغيب فكرا وانهى ابداعا وكم من جاهل شيد مستشفيات ووظف أطباء وطبق تفاهته ليصبح قدوة بسلطة المال و النفود. إنها سلطة المال ياسادة وكذا بعض المطبلين الذين غيبوا المجتمع وشوشوا على القدرات وقيدوا الإبداع والمثقفين والمفكرين والعلماء والمخترعين الذين سينهضون بهذه الأمة ويقومون اعوجاجها. لذا واجب على كل فرد التحلي بالمسؤولية باعتبارها شعورا أخلاقيا يكتنف بين دروبه صلاح المجتمع، وٱعتبار أن الرعاية أمرا مسلم به فكل راع مسؤول عن رعيته بالإرشاد والنصح والإرشاد والتوعية بالقيم الإجتماعية السليمة والحيوية والنهي عن المنكر والاقتداء بالأنبياء عليهم السلام، والإتقان والإخلاص في الأعمال. إن صحوة الضمير الإنساني هو الخلاص من الإسفاف الذي لحق المجتمعات العربية التي تقبع في غياهب الظلام للتخلص من سلطة التافهين إلى بساط النور و الأمل والمستقبل.