أبريل 21, 2025

المجهول بعين العوز

“غرق مرشحين للهجرة” أخبار هنا وهناك صفحات تنقل لنا كم هائل من الأحلام التي لفظها البحر ، وجتث وجدت سكينتها بين أحضان الأمواج ، إنها المعاناة في أبهى حلتها، أسر بكاملها إختارت المجهول والمبهم ، لربما تلمس السعادة وتحضى بالعيش الكريم الذي فقدته في وطنها .

أسر أصبح هاجسها الوحيد أن تراوغ الموت لعلها تفلت من براثينه ،أسر أنهكتها (_قلة الشى_ والزيادات في المواد الإستهلاكية التي أثقلت كاهل الجيوب ، فقط الجوع والغلاء سيقلب كفة ميزانياتهم المحدودة لن أتحدث عن ارتفاع المحروقات للذين يملكون السيارات فهذه الشريحة تعتبرها مكوكا فضائيا وشيء من شيء كخيال أفلام الفضاء ، أتحدث عن تلك الأسر التي تبيع أشياء لاقيمة لها من أجل دريهمات معدودات قد تسدد كأس شاي وكسرة خبز مرة أو لاتسددها، أتحدث عن الأجراء والمياومين الذين لا وجود في قاموس أجورهم لمصطلح الزيادات ، عن الذين لم يتم اختيار إسم لحرفهم، هؤلاء من اختار شبابهم المعطل الرحيل ، فهل ياترى سيحققون حلمهم بالالتحاق بالفردوس المؤمل أم يرحلون إلى دار البقاء ؟!

فأن تضحي بأسرة عرض البحر من أقصى الظواهر التي تستوقفنا ولو قليلا لتمعن في ما آلت إليه شرائح مجتمع منهك سلبت حقوقه وفقد الثقة في وجوده وتواجده في هذاالوطن ،فكانت قوارب الموت والهجرة نحو بلدان أخرى السبيل الوحيد والمغامرة نحو الضفة الأخرى الحل المتبقي للإغتراف من حلم الثراء يوما ما

✍️ بقلم إلهام التونسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *