أرقام مرعبة.. 77 في المئة من تلاميذ الابتدائي لا يجيدون قراءة نص بالعربية،فماهي الحلول؟

الفجر الجديد: ابراهيم بولفضايل
أرقام صادمة ومخيفة 77 % من تلاميذ الإبتدائي لا يجيدون قراءة نص بالعربية؛
هذا ما رصدته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي و الرياضة على مستوى تعلمات التلاميذ في مختلف المستويات، حيث اشارت إلى أن 77 في المائة من المتمدرسين في التعليم الابتدائي لا يجيدون قراءة نص باللغة العربية مكون من 80 كلمة، كما أن 70 في المائة لا يستطيعون قراءة نص باللغة الفرنسية مكون من 15 كلمة.
الأرقام التي عرضها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، اليوم الخميس، أكدت كذلك أن 87 في المائة من تلاميذ المستوى الخامس ابتدائي لا يستطيعون إنجاز عملية قسمة بسيطة، راصدا كذلك تسجيل نسبة هدر مدرسي في صفوف تلاميذ التعليم الأولي تصل إلى 23 في المائة.
وأضاف بنموسى، ضمن ندوة “خارطة الطريق 2026.2022″، أن نسبة الهدر في التعليم الإعدادي تصل إلى 53 في المائة، كما يسجل التعليم الثانوي نسبة 24 في المائة، مؤكدا عمل الوزارة على نقاط عديدة من أجل استدراك الوضع الراهن، ومن أجل ذلك تأتي الخطة الجديدة التي ترمي الحد من الهدر المدرسي و كذا الرفع من القدرات التعليمية للتلاميذ.
في الحقيقة الارقام مخيفة جدا،لكنها بالمقابل تعري و تكشف الواقع الحقيقي للمنظومة التعليمية بالمغرب.و كيف ساهمت الحكومات المتعاقبة بسياساتها في إضعاف المدرسة العمومية،و وصولها لهذا المستوى الذي لا يبشر بالخير.
المدرسة العمومية التي كنا الى عهد قريب نفتخر بها بمساهمتها في تكوين أجيال من الأدباء و الاطباء و المحامين و المهندسين و العلماء في مختلف التخصصات..في الزمن الجميل قبل أن تكون هناك مدرسة خصوصية،اغلب خريجي هذه المدرسة العمومية تلقوا تعليمهم على يد معلمين اغلبهم فقهاء من حفظة كتاب الله،إلى جانب آخرين تكونوا على يد أساتذة فرنسيين.في هذا الزمن الجميل لم تكن هناك الكثير من المقررات التي نراها اليوم و التي تقوس ظهر التلميذ،و تفرغ جيوب الآباء.حيث كان التركيز على الكيف و ليس الكم..فجيل الستينات و السبعينات من خريجي مدرسة أحمد بوكماخ، الرجل الذي ظل حيا في قلوب المغاربة من خلال سلسلة “إقرأ”لم يكن يحتاج لهذا الكم الهائل من الكتب و المقررات المدرسية لينمي معارفه و يكتسب قدرات القراءة و الكتابة.و هذا ما يؤكد بأن تراجع مستوى التعليم يتحمل مسؤوليته كل الذين ساهموا في تغيير المناهج التعليمية بدعوى إصلاحه.لكن للأسف من هنا توقف التعليم وانتهى عهده وفتحت حديقة التجارب أبوابها في وجه الأطفال و تاهت الأجيال وسط حقول التجارب التي نجني ثمارها اليوم.
و من خلال تجربتي المتواضعة فإن الحل الأول للإصلاح هو عدم تحميل التلميذ ما لا يطيقه و التدرج في البرامج التعليمية من خلال التركيز على الكيف و ليس الكم.و ذلك قبل النظر للأشياء الأخرى المتعلقة باعادة الاعتبار للمدرسة العمومية و للأستاذ من خلال توفير ظروف ملائمة له للعمل،و كذا تكوينه تكوينا صحيحا الى جانب المراقبة المستمرة في المدارس و ذلك في غياب الضمير المهني لدى بعض الاطر التربوية التي تنظر فقط للأجرة الشهرية دون اعتبار لمغزى الرسالة النبيلة التي يجب ان تقوم بها تجاه هذا الوطن.