مونديال 2020 .مكاسب اقتصادية لدولة قطر، و ايرادات قياسية للفيفا

الفجر الجديد: ابراهيم بولفضايل
انطلقت منافسات مونديال كرة القدم الذي تستضيف فعالياته دولة قطر،حيث كان الموعد يوم أمس مع حفل الافتتاح و المباراة التي انهزم فيها المنتخب المستضيف للدورة امام نظيره الاكواتوري.و قد تساءل الكثيرون عن فحوى تنظيم هذا البلد الصغير لهذا الحدث الكوني،و مدى استفادته منه خاصة في ظل العرض الكروي الباهت الذي قدمه العنابي في أول ظهور له في المونديال،مع العلم ان الدولة سخرت كل امكانياتها المادية لانجاح هذا العرس الكروي العالمي،و تحدت كل الاصوات التي تعالت و نددت بمنح فرصة التنظيم لهذا البلد الاسيوي المسلم.
الاكيد ان هناك العديد من الاشياء الخفية التي يجهلها الكثيرون لكن حقيقتها ستظهر في السنوات القادمة من خلال انعكاسها الايجابي على دولة قطر و كذا على دول الجوار التي ستنال نصيبها من هذه الاستفادة.
و نعود للحديث عن دولة قطر التي استثمرت في هذا التنظيم من خلال تطوير بنيتها التحتية لتحقق في ظرف عشر سنوات ما لا يمكن تحقيقه في اقل من ثلاث عقود.
و هاهي اليوم ترد على كل المشككين و تنجح في تنظيم هذه التظاهرة التي انطلقت يوم أمس بحضور و مشاركة ملايين المشجعين و الزوار من مختلف بقاع المعمور ،منهم رجال أعمال و مستثمرين، وعشرات الفرق الرياضية ووسائل الإعلام ومحطات التلفزة العالمية.
و هكذا فإن خبراء اقتصاديون يتوقعون أن تحقق استضافة قطر لفعاليات كأس العالم، مكاسب اقتصادية عديدة تطال الاقتصاد العالمي الذي تأثر بجائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، كما تنعكس إيجابا على الاقتصاد القطري الذي سيشهد انتعاشا ملحوظا في كافة القطاعات خاصة قطاع النقل والطيران والسفر والسياحة والرياضة والاتصالات والقنوات الفضائية وقطاع الخدمات والأعمال.
فقد عملت قطر على تشييد بنية تحتية عالمية المستوى شملت الطرق ووسائل النقل العام والفنادق والمرافق الرياضية والملاعب،
حيث ستقام المباريات في ثمانية ملاعب عالية التقنية ومزودة بأحدث التكنولوجيات لضمان أقصى درجات الراحة للمتفرجين.
وشهدت السنوات الـ 10 الماضية إقامة العديد من مشاريع التنمية الاقتصادية التي تسارعت وتيرتها بسبب كأس العالم، حيث استثمرت قطر نحو (220) مليار لتشييد البنية التحتية والمرافق الرياضية.
فبمجرد ان فازت قطر باستضافة البطولة العالم في العام 2010م ، تم تنفيذ خطة ضخمة لاستثمار فوائد هذا الحدث العالمي على مدار العشرين عامًا القادمة .
ومن المتوقع أن يزور قطر نحو ( 1.5 ) مليون مشجع لحضور هذا الحدث التاريخي الذي سيعزز قطاع السياحة في البلاد وينعكس أثره إيجابيا على الإيرادات الاقتصادية لقطر.فهناك من يعتبر هذا تبذيرا من جانب قطر،لكن الخبراء الاقتصاديين يعتبرونه استثمارا ستجني الدولة ثماره في السنوات القليلة القادمة،و سينعكس بشكل ايجابي على الشعب القطري الذي لا يعاني في الحقيقة من أية مشاكل اجتماعية او اقتصادية بفضل ما توفره الدولة لمواطنيها من سبل الراحة.
عائدات الفيفا
و من جهته فإن جهاز الفيفا لم يوافق على اختياره لقطر لتنظيم المونديال الا بعد تأكده من قدرة البلد على النجاح في التنظيم و يبقي الاهم كذلك هو ما سيجنيه أعلى جهاز في كرة القدم من ارباح من بطولة كأس العالم،و من خلال الأرقام التي تم تداولها مؤخرا يتأكد بالملموس بان الفيفا احسنت الاختيار بارتفاع ايراداتها بشكل واضح بالمقارنة مع النسخ السابقة و هي كالتالي:
3.6 مليار دولار، مونديال 2010
4.2 مليار دولار، مونديال 2014
6.4 مليار دولار، مونديال 2018
7.5 مليار دولار، مونديال 2022 .
كما حققت الفيفا أكثر من( 3) مليارات دولار من عائدات حقوق البث التلفزيوني خلال كأس العالم السابقة، ومن المقرر أن يصل الإنفاق على الإعلان والتسويق خلال كأس العالم إلى مستوى قياسي هذا العام، كما إن توقيت البطولة الذي سيكون في الفترة التي تسبق عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة سيمنح قطر القدرة على تقديم تجربة أكثر تميزًا للشركات والعلامات التجارية.