قصيدة بعنوان: الهجرة النبوية للأستاذ والشاعر سنان الخطي

الهجرة النبوية

بدءًا ببسم الله ربِ العزةِ

ثم الصلاة على نبي الرحمةِ

سنظّلُ نحمدُ ربنا ونبينا

عندَ الختامِ وعند كل بدايةِ

فلقد مضى عام وعام قد أتى

لنعيد في ذكراه يوم الهجرةِ

بمحرمٍ صارَ القتالُ محرماً

وعلى جميع المسلمين بأمتي

هي في كتابِ الله قد ذكرت لنا

في سورةٍ هي أُنزلت بالتوبةِ

ورسولنا هو قالَ أربع أشهر

هجرّيةً حُرُّمٌ هما ذيّ القعدةِ

من عامنا الهجريّ شهرُ مُحرمٍ

رجب وشهرٌ بعدهُ ذيّ الحجةِ

فلنا بهجرتهِ الشريفة عبرة

ومواقف كبرى بكلِ شجاعةِ

فيها المواعظ جمةً وعظيمةً

واليوم نذكرها بكلِ حفاوةِ

وبأحرفٍ من نور أرخها لنا

تاريخ أمتنا لنا بأمانةِ

فأراد أهل قريش قتلَّ نبينا

من بعدِ ما اذو الرسولَ بقسوةِ

فتحالفوا بل قرروا أن يأخذوا

رجلاً لهم من بينِ كلِّ قبيلةِ

حتى يكونَ دم الرسول مفرقاً

بين القبائل دونَ أيّ عقوبةِ

والله أوحى للنبي بكيدهم

وغدا الرسول مهاجراً من مكةِ

قد ظلَّ سيّدنا عليّ بعدهُ

بفراشهِ قد نامَّ دونَ مخافةِ

فتعجبَ الكفار ما سمعوا بهِ

وألغيض حاكَّ قلوبهم بوقاحةِ

خرجَ النبيُّ وأغشيت أبصارهم

ونجا بأمرِ اللهِ رب العزةِ

و إمامنا الصدّيق كانَ مرافقٌ

ومعَ الحبيبِ طوال يوم الهجرةِ

فإذا هما بالغار قال منادياً

للحزنِ لا معنا اله الرحمةِ

وعليهِ قد بنت الحمامة عشها

والعنكبوت بنى النسيج بسرعةِ

قد خصّص الكفار من يأتي بهِ

سينال جائزة بمائة ناقةِ

لحقوا به يتتّبعوا آثارهم

ودليلهم معهم مضى كدلالةِ

قد حاولوا عبثاً وخابوا حينما

وصلوا إليه تندموا كسراقةِ

لكن بفضلِ الله ما وجدوا له

أثراً وعادوا خائبين بذلةِ

فمضى الرسول كما أراد إلهنا

وصل المدينة قادماً من مكةِ

واستقبلوهُ المسلمونَ وانشدوا

بالحبِ فيه ورحبوا بحفاوةِ

دخلوا بدين الله أفواجاً وهم

متعاونين بألفةٍ ومحبةِ

ولقد بنى الإسلام أقوى دولةً

والنصرُ دامَ لهم بدونِ محالةِ

لنكن يداً بيدٍ وصفاً واحداً

ولنا الكتاب وما أتى بالسنةِ

لتكون هجرته الشريفة منهجاً

منها لنتخّذ الدروس كعبرةِ

بالعدلِ بالتقوىِ نعيدُ بما مضى

ونكون متحّدين نحنُ بقوةِ

تبقى المحبة والأخوة بيننا

عند الرفاه وعند وقت الشدةِ

بحلول هذا العام نسأل ربنا

أن يحفظ الله العراق وأمتي

بالخيرِ والتوفيق يجمعُ شملنا