من المسؤول عن التفاهة في مواقع التواصل الإجتماعي؟

متابعة: غزلان أمقران
أصبح المجتمع العربي يمر بمخاض عسير بعدما كان نظامه الإجتماعي في الماضي قائما على أسس و ضوابط معينة، تهدف إلى حماية خصوصية الفرد، والمجتمع إلا أن الإستخدام الخطأ لهذه الوسائل أدى إلى إختلال هذا النظام وزعزعته، الأمر الذي يتطلب دراسة مكثفة جادة لقضايا إجتماعية، جد معقدة كنا لا نعترف، بوجودها سابقا، إذا كان الهدف من وسائل التواصل الإجتماعي، الإجتماع والمساهمة في بناء مجتمع إختلت موازنه، وأداة للإصلاح فإنه أصبح في مجتمعاتنا العربية،بصفة عامة والمجتمع المغربي بصفة خاصة، وسيلة ذات أبعاد أخرى، تدفع بنا إلى طرح مجموعة، من الأسئلة التي تحير مفكريها ومثقفيها، لماذا سيطرت التفاهة على المجتمع المغربي؟ لماذا تتساهل الحكومات العربية في نشر هذه المحتويات الفارغة شكلا و مضمونا؟
سهولة الشهرة من خلال توفر الهواتف الذكية لكل شخص قديما كانت عملية التصوير تتطلب مالا ووقتا ولكنها تبقى خاصة لاتنشر ويحتفظ الشخص بصوره ،أما اليوم فقد أصبح كل منا يملك كاميرا، ويصور كل شيئ ،فقد تعتزم حكومات معينة تغذية المواد التافهة لكي يزداد إستحمار الشعب ، كل إنسان يفكر بوعي عليه ألا يضيع وقته وفكره، في متابعة فضائح وسخافات وإلا يكون مساهما في تدني المستوى الثقافي، مسؤولية بعض الحكومات في تغذية مستنقعات التفاهة بعد إفساد الإعلام العمومي في بعض بلدان العالم الثالث، عن طريق برامج الترفيهية، المبالغ فيها وصرف أموال طائلة، في ذلك على حساب برامج راقية وهادفة جاء ربما الدور على مواقع اليوتيوب التي لا تفرض عليها قيود غالبا من الحكومات ويكون الزائر لليوتيوب، حرا في إنتقاء ما يريد مشاهدته حيث بدأت حملة موازية يراها بعض الناس بأنها موجهة من السلطات، للدفع نحو تنصيب نجوم تفاهة، لمواجهة ظاهرة شهرة الحمقى، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه” أميتوا الباطل بالسكوت عنه”.
ونحن كمستخدمين، للمواقع الإجتماعية علينا تجاهل هؤلاء لكي لا يزداد حجمهم فخطورتهم أصبحت في أنهم أصبحوا قدوة للأجيال المقبلة وكانت أكبر حملة موجهة للقضاء على الظاهرة في الغرب بإطلاق حملة لاتجعلوا من الحمقى مشاهير لكن لا يمكن أن نحارب ظاهرة تقوم على الجهل دون محاربة الجهل نفسه في بلداننا الإسلامية العربية، كما إنتشرت في السنوات الأخيرة على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي ظاهرة مايعرف ب” البوز” أو الشهرة الإجتماعية لا سيما في دول الغرب، فكيف نقضي على شهرة الحمقى؟ سأغوص في الأسباب المفترضة التي جعلت من أناس سذج يؤثرون على الجماهير و عدد هائل من العرب يقبلون بشكل فضيع على اللهث وراء الفضائح والفيديوهات غير الهادفة التي لاتعدو أن تكون ترفيهية لكن بشكل مبالغ فيه فلن يستطيع أولئك المغمورون أن يصيروا نجوما من لاشيئ، لولا متابعتنا لهم ونشرنا لأعمالهم عقولنا لا تتماشى كثيرا مع الفكر والقراءة لكنها تجد ظالتها في إشباع حاجاتها من خلال الإقبال على الأعمال التي توصف بالتافهة مثل متابعة أشخاص إكتسبوا شهرة من خلال فعل جنوني أو من خلال فضيحة إقترفوها أو حتى عمل غبي أوصلهم إلى قائمة الأعلى مشاهدة على منصة اليوتيوب إلا أن هناك أسباب عديدة كما أشرت وهي عديدة .