سبتمبر 11, 2024

Warning: sprintf(): Too few arguments in /home/fajrma/public_html/wp-content/themes/covernews/lib/breadcrumb-trail/inc/breadcrumbs.php on line 254

جهة بني ملال خنيفرة مستقبل شجرة الزيتون سيصبح في خبر كان…!!!

اذ كان للانسان رئة يتنفس بها، فرئة الكون هي الأشجار، ومن بينها شجرة الزيتون المقدسة على امتداد التاريخ وفي كل الديانات السماوية، بما فيها الدين الإسلام، حيث وردت مجموعة من السور القرآنية التي تبرز مكانتها وتبين عظمتها، غير أن واقع الحال، وما نعيشه في عصرنا الحاضر، يندر بأن مصير هذه الشجرة لا يبشر بالخير وتتجه إلى مصير مجهول ولاسيما في منطقة بني ملال التي تعتبر من المناطق الفلاحيةالمشهورة بهذه الشجرة لتوفرها على الظروف المناخية الملائمة لازدهارها، إلا أنه في الآونة الاخيرة عرفت تراجعا ملحوظا في المساحة المغروسة وفي مردوديتها الانتاجية وجودتها، كما يمكن أن تتعرض للانقراض مستقبلا اذا لم تتضافر جهود الجميع من أفراد ومجتمع مدني وتتخذ التدابير والمبادرات اللازمة.

فهذا القطاع يعاني بشدة من مخلفات التغيرات المناخية وعواقبها كالجفاف وانجراف التربة والاحتباس الحراري، بالإضافة إلى الحرائق والوعي الجائر والاجتثات المفرط من طرف الانسان من أجل التوسع العمراني، وفي هذا الصدد نرصد على مستوى الواقع التصرفات الشنيعة للوبيات العقار التي شنت حربا قاسية على هذه الشجرة، من خلال تسخير كل الآلات الثقيلة لاجتثاتها لتفسح المجال لصالح الهياكل الاسمنتية التي تسعى من وراءها الربح المادي على حساب المجال الاخضر، وهذا الأمر لاتخطئه العين حيث نجد نظام التخريب والتدمير قريبا منا ولاسيما هوامش مدينة بني ملال خاصة بالقرب من منطقة امغيلة واولاد عياد والمسيرة حيث ان تلك الفضاءات الجميلة والمناظر الجدابة التي تعد رئة المدينة ومتنفس محيطها ،اصبحت بين عشية وضحاها اشباحا اسمنتية تعانق السماء دون ان ان يتحرك الضمير الانساني لوضع حد لهذه الجريمة الشنعاء التي استنزفت هذه الاشجار وقضت عليها.

ومن نتائج هذا الزحف العمراني تراجع الفضاءات الخضراء، مما يساعد بدرجة أو بأخرى على تمهيد الطريق نحو التصحر ونقص الاوكسجين في البيئة، ومع تراجع كثافة هذه الاشجار المباركة، اشتاقت مدينتنا إلى ذالك الماضي الجميل ذي الجو اللطيف والنقي والمناظر الطبيعية التي كانت يستمتع بها اسلافنا واجدادنا كما يحن سكانها إلى غلالها الطبيعية الخالية من المواد الكيماوية وذات الجودة العالية وبأثمان زهيدة وتبعا لذالك فإن الأمر يستدعي تدخلات عاجلا لوضع حد لهذه المعضلة السيئة ولو بكلمة تحسيسية، والقيام بحملات وندوات توعوية للحفاظ على هذه الشجرة المقدسة، وفي هذه الإطار أكد مدير وكالة الحوض المائي لام الربيع على ضرورة تفادي كل السلوكيات والطرق المبذرة للماء، لمواجهة مخلفات الجفاف خاصة في المجال الزراعي وذالك بتعويض السواقي بالسقي بالتنقيط التي تدعمها المديرية الاقليمية للفلاحة، وهذه الاخيرة تساهم بشكل كبير وتعطيهم المشورة والمساعدة في كيفية الزراعة، وفي نفس الندوة تم التأكيد من طرف ممثل المديرية الاقليمية للفلاحة على تشجيع الفلاحين على السقي بالتنقيط، واختيار الشتلات المنتقاة والمختارة باتباع إرشادات الأطر التقنية المسؤولة.

ومن موقعنا كتلاميذ ثانوية ادوز الاعدادية وانسجاما مع ما تلقيناه من قيم واخلاق في المجال البيئي والسكاني، نجد انفسنا جنودا مجندين من أجل محاربة هذه الظواهر المقرفة والمقرزمة المنتشرة في محيطنا، لكي تترجم ما تلقيناه تعلما وتربويا وتشبعنا به قيميا إلى سلوكات وتصرفات تنعكس ايجابا على البيئة، هذا من جهة،ومن جهه أخرى ننصب انفسنا محاميين للدفاع والترافع من أجل الشجرة،وكذالك الجهات المسؤولة ونطالبها ان تتخذ قوانين صارمة لمحاربة اجتثاث الاشجار لهذه الشجرة من خلال الالتزام بغرس شتلات الزيتون في كل موسم الزيادة عدد الاشجار وغرس الثقافة البيئية في نفسية التلاميذ والتلميذات والحفاظ على البيئة بكل اشكالها على العموم وذالك بالانخراط المكثف في النوادي التربوية خاصة النادي البيئي،بالإضافة الى توعية الناس وتحسيسهم باهمية الاعتناء بالاشجار اعتمادا على وسائل الإعلام ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي وفي المؤسسات التعليمية.

فهذه الشجرة المباركة والمقدسة الاهيا والتي تعد من النعم التي كرم الله بها عباده تستلزم تضافر الجهود للحفاظ عليها وتتطلب العناية بها وحمايتها من الضياع والتلاشي باتباع كل التدابير السالفة الذكر للمساهمة في التنمية المستدامة التي ستعود بالنفع للاجيال الصاعدة، وللتذكير مرة أخرى فهذه الشجرة لها مكانة عظيمة في القرآن الكريم إلى درجة أن الله عزوجل أقسم بها في سورة التين، بسم الله الرحمن الرحيم…والتين والزيتوني وطور السنين،..كما وردت مكانتها في مجموعة من السور القرآنية .

ويكفينا دليلا على سمو وشان ومقام ومنزلة الزيتون هذه الآيات الكريمة. لتكون مرشدا وموجها لكل من يستحق بمكانة هذه الشجرة ويتجرا عليها بدون ذنب من أجل دريهمات الذنيا الفانية، ليتعط ويوخزه ضميره حتى يتحرك البعد الانساني ليدرك، حجم الخطيئة المقترفة في حق هذا الكائن الحي، ومن ثمه يعيد النظر في سلوكاته، ويصوب تصرفاته فيعترف بالجميل، وعوض أن يقابل الاحسان بالاحسان،ويقابل الاحسان بالأحساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *