حقوق الإنسان والصحافة لماذا يهتم الصحفيون بحقوق الإنسان؟ ماهي الادوات التي يحتاجها الصحفيون ؟
الصحفيون دائما يدافعون عن حقوق الإنسان وحرياته، وخاصة في المسائل الكبيرة التي تتصدر عناوين الصحف كجرائم الحرب، والاعتقالات التعسفية، وحالات الاختفاء القسري، والاعدام خارج نطاق القضاء والقانون، استغلال الاطفال الاقتصادي والجنسي، والعنف ضد المرأة، وليس هذا فحسب بل ان للصحفيين في المجتمعات المغلقة الفضل في الكشف عن الظلم والاضطهاد، ،والممارسات بكرامة الانسان وحقوقه وحرياته. تعد معرفة الصحفيين بحقوق الإنسان وحرياته امرا مهما بل وضروريا ،لان معرفة هذه الحقوق ستؤدي الى التركيز عليها، والاهتمام بها في عمليات النقل اليومي للأخبار، ،ماسيقود حتما إلى نقل صورة حقيقية لكيفية معاملة الافراد خلال حياتهم اليومية.
وتتبع اهتمام الصحفيين بحقوق الإنسان وحرياته من اربع قضايا أساسية هي: الرقابة يمارس الصحفيون من خلال عملهم دورا بارزا في الرقابة على مدى احترام السلطات لحقوق الانسان وحرياته عبر رصدهم لممارسات هذه السلطات وتدخلهم في فضح هذه الممارسات، ونشرها للرأي العام في الدولة والمجتمع الدولي ما سيؤدي حتما إلى تقليل حدة الانتهاكات، وليس هذا فحسب بل ان اهتمام الصحافة بمراقبة حقوق الإنسان وحرياته سيدفع السلطات القائمة الى الاهتمام بمراعات معايير حقوق الإنسان وحرياته واحترامها لتجنب اثارة الاعلام، ولهذا يلعب الاعلام دورا هاما ومميزا في التأثير على سلوك السلطات، بل وسلوك المواطنين تجاه بعضهم البعض، الحصول على صحافة افضل: يمثل الاخبار عن حقوق الإنسان طريقة يمكن من خلالها النظر في عيون الكثير من الناس الذين انخرطوا في الاحداث كما يتم بواسطتها التعرف على أوضاع الناس الخاصة بهم، وهذا يتيح بديلا عن الحصول على كاميرا أخرى.
لايستطيع الصحفيون العمى اذا لم تتوفر للافراد حرية التعبير عن انفسهم، ولهذا فإن من أهداف الصحافة الرئيسة، هو مساعدة الافراد على تحقيق حرية الرأي والتعبير ولأن غياب هذه الحرية لن ينعكس سلبا على الفرد وحده وانما قد يؤدي إلى قيام صحافة غير مستقلة، وغير محايدة اي صحافة ذات تجاه واحد، ومسيطرة عليها معرفة الصحفي لحقوقه كفرد.
ان الصحفي فرد كغيره من أفراد المجتمع، ومن الاهمية بمكان معرفة الصحفي لماهية الحقوق، والحريات التي منحت له كفرد ليتسنى له المطالبة بحسن التمتع بها والدفاع عنها، وليس هذا فحسب بل ان معرفة الصحفي لهذه الحقوق ستشعره بالاطمئنان والتحرير من الخوف والاضطهاد.
ماهي الادوات التي يحتاجها الصحفيون حرية الوصول الى المعلومات، يسعى الصحفي إلى نشر رسالته في الدفاع عن حقوق الإنسان وحرياته، ولكن وحتى يتمكن الصحفي من نشر تلك الرسالة يجب ان تتاح له الحرية المطلقة للوصول إلى المعلومات وكذلك التحقق من المصادر، والقدرة على الوصول للافراد والاستفسار منهم، وهذه الحرية، بطبيعة الحال ليست باعتبارها حقا من الحقوق فحسب، وانما باعتبارها التزاما مهنيا يجب على الصحفيين مراعاته، فليس كافيا من الصحفي حضور المؤتمرات الصحفية، بل يجب عليه ان يقف على الرأي الاخر عبر السؤال والتحري عن صحة المعلومات التي اخبر بها، لكي تكون الاراء موضوعية ومستقلة.
وبناءا على ماتقدم يجب ان تتوفر للصحفيين الحماية المطلقة، لان العلاقة بين مالكي وسائل الاعلام، سواءا كانت الحكومات او الاحزاب السياسية، او مصادر القوة الاخرى داخل المجتمع المدني يمكن لها ان تؤثر على عمل الصحفيين، جراء الضغوط التي قد يمارسها البعض عليهم، ولاشك بأن حرية الصحافة، ووجود القضاء المحايد والمستقل، قد يحققان الحماية للصحفيين، غير ان أكثر أشكال الحماية أهمية هو التضامن القائم على الدعم المتبادل الذي يقدمه الصحفيون لبعضهم البعض،من خلال فعاليات الاحتجاج ،ووسائل الضغط والتأثير المشروعة التي قد يقدموا عليها عند خرق الغير لحريات وسائل الاعلام، ،ولهذا يجب قيام الاتحادات المهنية للصحفيين،بحيث لا يقتصر دورها على ضمان حقوق الصحفيين المهنية وانما يتعداه للوصول الى تأطير مجهود الصحفيين والحفاظ على كرامتهم وكذالك ممارسة دورها الفاعل في الدفاع عن الصحفيين ورسالتهم.
حقوق الإنسان تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة،للصحفيين مكانة مميزة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وحرياته،،رجالا ونساء واطفالا واقليات،،ولهذا فإن كتابة التقرير عن حقوق الإنسان، ،يجب ان تكون جزاء من التدريب الاساسي للصحفيين حتى يمارسون دورهم على احسن وجه في الدفاع عن الحقوق، ،ومن ثم التأثير على الرأى العام العالمي والمحلي في هذا الشأن.
