ظاهرة الشغب لدى التلاميذ خارج المؤسسات التعليمية في غياب الأمن المدرسي مدينة صفرو نمودج
الأمن المدرسي هو عبارة عن منظومة متكاملة من الخدمات الأمنية والمبادرات التحسيسية والمقاربات التوعوية الموجهة أساسا للمتمدرس وللأسرة التعليمية، على امتداد السنة الدراسية، وطيلة مراحل المشوار التعليمي، وذلك سعيا للمساهمة في حماية المشروع التربوي الوطني، وتوفير المناخ البيداغوجي والاجتماعي والمهني داخل فضاء المدرسة.
ومن هذا المنضور، يمتد الأمن المدرسي ليشمل جميع مراحل الحياة المدرسية ابتداءا من تأمين النقل المدرسي وضمان السلامة المرورية للتلميذ منذ خروجه من المنزل وإلى حين التحاقه بالمدرسة وعند عودته منها، ثم تطهير المحيط التعليمي من مختلف الشوائب الأمنية والجرائم والمخالفات الزجرية التي تستهدف السلامة الجسدية والمالية والمعنوية للتلميذ وللأطر التربوية، ثم أيضاً تحصين الفضاء التعليمي من مختلف السلوكات الطائشة العدائية التي قد تصدر عن التلميذ في حق زملائه أو إزاء الهيئة التعليمية والإدارية.
لكن إرساء هذه المنظومة المندمجة للخدمات الأمنية التي يتطلبها التلميذ والمدرسة على حد سواء، يحتاج أولاً إلى توفيق بين مفهومين مختلفين هما : الأمن والمدرسة.
كما يتطلب أيضاً خلق مؤشرات تقارب نفسية وعضوية بين المتدخلين الأساسين في هدا المجال، وهما بشكل حصري : التلميذ وموظف الأمن وتحقيقا لهذا المبتغى، اعتمدت مجموعة من الدول تجارب رائدة في مجال الأمن المدرسي، راعت فيها مصلحة الفضلى للتلميذ باعتباره هدف ومحور العميلة التربوية، فضلا عن منظومة المعارف الأخلاقية والقيمية والسولوكية المعتمدة داخل المجتمع، وذلك بهدف تسخير الأمن لخدمة التلميذ من جهة وضمان تعاون وتجارب هذا الأخير مع المنظومة الأمنية من جهة ثانية.
متابعة: عبد العزيز بوهدون…جهة فاس مكناس
