جمعيات المجتمع المدني بسيدي البرنوصي والاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة…..!!!!!

بمناسبة الذكرى الثامنة و الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، نظمت جمعيات المجتمع المدني لمنطقة سيدي البرنوصي ممثلة في : جمعية نور سين للطفولة و الشباب، الملتقى المغربي للتنمية الإجتماعية و جمعية سواعد الخير للثقافة و الخدمات الإجتماعية مساء يوم السبت 11 نونبر 2023، ندوة تحت عنوان :” الطفل و المجتمع المدني” بقاعة المحاضرات في الخزانة البلدية بسيدي البرنوصي.
في بداية أشغال الندوة، و بعد الافتتاح بكلمة ترحيبة بكل الحاضرين و المشاركين، اتبعها تلاوة آيات من القرآن الكريم و النشيد الوطني. تم التعريف بأن الندوة تأتي في سياق الاحتفال بالذكرى الوطنية و في إطار أهداف الجمعيات المنظمة التي تهتم بالطفل و بالبرامج الخاصة للأطفال، بعد ذلك بدأت أشغال الندوة التي قام بتأطيرها الأستاذ الباحث في علم الإجتماع عبد الحق بن درى.
و في كلمته الافتتاحية، قال السيد رشيد العرايش، رئيس “جمعية الملتقى المغربي للتنمية الإجتماعية”، إن أشغال الندوة تأتي في سياق تسليط الضوء على موضوع الطفل، مشيرا إلى ضرورة إيلاء الأهمية لهذا الموضوع على جميع المستويات للكشف عن معاناة و الصعوبات التي تواجه الأطفال في مختلف المجالات. كما أكد على دور المجتمع المدني في أداء هذه الأدوار الإنسانية.
وفي مداخلته جوابا على السؤال الافتتاحي : “ماهو المجتمع المدني ؟” ضمن أشغال الندوة، تحدث الأستاذ “عبد الحق بن درى”، عن وجوب الإهتمام بالطفولة الذي يعادل الإهتمام بمستقبل المجتمع و بناء مجتمع فاعل و واعي. بداية بتأكيده على ضرورة استشعار مكانة “المجتمع المدني” في الدستور المغربي مع تذكيره بتاريخ التعديلات الدستورية في هذا الجانب، مشيرا إلى ضرورة أن على المجتمع المدني الاشتغال و الإنخراط في السياسات العمومية بالمبادرة في اقتراح المشاريع و بالمشاركة في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإضافة إلى الانخراط في تقييم المشاريع و الورش المتعلقة بالسياسات العمومية أيضا. مضيفا، على ضرورة تحويل الجمعيات بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي إلى جمعيات متخصصة في مجال محدد بدل انفتاحها على العديد من المجالات الشيء الذي يؤدي إلى غياب شبه تام لدورها الإيجابي على المجتمع، و أيضا ضرورة الإشتغال على تكوين شخصية الطفل و توجيهه للجانب الإيجابي في الحياة بما يفيده للإحساس بالمسؤولية و استيعابه للمبادئ الأساسية. و في نهاية مداخلة الأستاذ “عبد الحق بن درى” شدد على وجوب تطوير قدرات الفاعلين المدنيين و رؤساء و أطر الجمعيات المحلية بمنطقة سيدي البرنوصي و تكوينهم كل حسب مجال اشتغاله و اختصاصه.
و أبرز السيد “عمداوي محمد” رئيس جمعية نور سين للطفولة و الشباب أن الهدف الرئيسي لتأسيس الجمعية هو تشخيص وضعية الطفل بمنطقة سيدي البرنوصي و معالجة مكامن الخلل و الاشتغال على النواقص لتحقيق تنمية محلية في هذا الجانب.
في نفس السياق، تحدث السيد “بريبري أحمد” رئيس جمعية سواعد الخير للثقافة و الخدمات الإجتماعية أن من أهداف الجمعية الرئيسية إنشاء شبكات داعمة و تعزيز التواصل بين الأسر لدعم بيئة صحية و آمنة للأطفال و تنظيم فعاليات و أنشطة ترفيهية و تعليمية للأطفال لتعزيز مهاراتهم و إيجاد بيئة مجتمعية محفزة
و فيما يخص تكوين شخصية الطفل، أوضح السيد “مسموح أيوب” أحد رواد العمل الإنساني و الجمعوي بالمنطقة أن التربية الدينية تعتبر من الركائز المهمة لتنشئة الأطفال التنشئة السليمة، حتى نضمن لهم حياة سعيدة مليئة بالخصال الحميدة و الأخلاق النبيلة المستوحاة من شريعتنا السامية، و ذلك عبر اقتراحه مشروع تعليمي ديني رائد سبق الاشتغال عليه في سنوات مضت و لم يكتب له التطبيق على أرض الواقع بسبب ضغف الموارد المالية و الدعم من الجهات المختصة. كما أكد السيد “شهيب يونس” المدير المالي “لمؤسسة دار الإنماء التطوعية” التي تعتبر شريك رسمي للجمعيات المنظمة لهذا اللقاء، على أن دور المجتمع المدني في تكوين شخصية الطفل يتمثل في توفير بيئةاعمة و تعزيزية لنموه الشامل. و يشمل ذلك التربية في الأسرة، و التعليم في المدرسة و النأثيرات الثقافية و الإجتماعية المحيطة به أي القيم و التقاليد و العادات في المجتمع.
و ختاما، أجمعت النقاشات و المداخلات التي اغناها الحضور الكريم من مختلف المشارب الإجتماعية و الثقافية و الفعاليات المدنية بمنطقة سيدي البرنوصي على أن الموضوع يكتسي اهتماما بالغا نظرا لارتباطه بأحد المقومات الحيوية و الرئيسية داخل المجتمعات و أن الإهتمام بهذه الفئة العمرية هي مهمة جماعية يفترض أن يتقاسمها الجميع من الدولة و مختلف الفاعلين من جمعيات و أسرة و مدرسة و إعلام.
و في الأخير، تم رفع برقية الولاء و الإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله مولانا أمير المؤمنين وسبط النبي الأمين جلالة الملك محمد السادس نصره الله حيث تمت قراءتها أمام الحضور الكريم.