قصيدة بعنوان : أطلق فرحتي
أُطَلِّـقُ فَـرْحَتي عَـشْــرًا طَـلاقَـا
لِأُرْضِي ٱلْحُـزْنَ مُشْتَعِلًا عِــنـاقَا
بِـمـاذا يَـحْـفَـلُ ٱلْـشُّـعَـراءُ إِلَّــــمْ
يَـكُـنْ حُــزْنٌ بِـهِـمْ شَـدَّ ٱلْـوِثـاقَا
أُطَلِّقُ فَرْحَتي وَٱلْـقُـــدْسُ تَأْبــى
عِدًا طَمَسوا ٱلْـمَـآذِنَ والــزُّقـاقَ
عِدًا سَفَكوا الدِّماءَ بِكُــلِّ قُبْحٍ
طَغَوا فَنَسوا مُحَمَّـدَ وَٱلْــبُـــراقَ
بِفاسَ قَدِ ٱسْتَغاثَتْ أَوْ بِحِمْـصٍ
وَبَعْدَ ٱلْمَوْتِ قَدْ شَدَّتْ نِــطاقــــا
وَحيدٌ شَعْـبُـها قَـلِـــــــقٌ قَــوِيّ
يُعَرّي عالَمًا يَـــهْـوَى الشِّـقــاقَ
فَلا عَيْنٌ بَكَــــتْـها أَوْ فُـــــــؤادٌ
وَلي الْوِدْيانُ غادَرَتِ الحِــــداقَ
أُطَـلِّـقُ فَـرْحَتي وَٱلـشّـامُ حُبْلــى
أَقـامـوا في رِئاتَـيْـها ٱخْـتِـنـاقَــا
وَقَـدْ رَسَـمَ ٱلـرَّبـيعُ لَـهـا طَـريقًا
إِلـى ٱلْأَكْـفـانِ ثُـمَّ جَرَتْ سِـــباقَا
* * *
عَلامَ يَصيحُ مَنْ رَفَضَ ٱلْفِـراقَ
وَتَحْتَ ٱلْـهَـدْمِ يَلْتَصِقُ ٱلْتِـصاقا
يُـثَـبِّـتُ روحَـهُ بَـيْـنَ ٱلْمَــنــــايا
وَنـابُ ٱلصُّلْـبِ مِنْ خَـدَّيْـهِ ذاقَ
وَصـاحَ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا سَمـيـــعًا
فَـقَـدْ صَـعَـدَتْ أَميـنَتُهُ ٱلطِّبــاقَ
بَكى حَـتّى بَـدَتْ فـي مُقْلَتَـيْــــهِ
مَـلائِــكَــةٌ تُــبـــادِلُـهُ ٱلْـعِـنــاقَ
وَفـي جِـهَـةِ ٱلْـمُـقابِلِ والِدٌ قَـــدْ
رَأى أَنْ تَـلْـتَـوي يَـدُهُ ٱخْـتِـراقَـا
وَلـٰـكِـنَّ ٱلـرُّكـامَ يَـظَـلُّ صَــــلْبـًا
وَأَصْـلَبُ مِنْهُ حُكْمٌ باتَ شـــــاقّا
عَلى ٱلْإِسْمَنْتِ يَنْتَظِرُ ٱلْأَبُ ٱبْـنًا
وَيوقِظُ صَوْتُ صَرْخَتِهِ ٱلْعِــراقَ
وَفَتَّشَ عَنْ ثَرى ٱلْإِنْسانِ هَـدْرًا
فَلَمْ يَجِدِ ٱلْمُنادَى، ما ٱسْـتَــفـاقَ
وَكُـلُّ ٱلْعـالَـمـيـنَ مَـقـاسُ عُهْــرٍ
قَدِ ٱنْـشَـغَـلوا بِـروسِـيّـا نِـفــاقـا
هُـنـاكَ يَـبـينُ حَـقٌّ مُـسْـتَـقـيـــمٌ
هُـنـاكَ ٱلـرّوحُ وَٱلْإِنْـسـانُ فـــاقا
وَإِنْـسُ هُـنــاكَ رَبٌّ قَــدْ تَــعـالى
وَإِنْـسُ هُـنـا لَـوِ ٱنْدَسَّ ٱحْتِـراقا
بِـأَيِّ قَـسـاوَةٍ تُـبْـدينَ لُــطْـــــفـًا
أَيـا غَـرْبُ ٱلّـتـي صـارَت نِـفاقـا
متابعة: عبد الواحد البلالي