ليس كل مرة تسلم الجرة
انتهت المباراة بتعادل مخيب لآمال الجماهير العريضة المغربية التي تابعت مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الكونغولي، و التي كانت تمني النفس بفوز ثاني في دور المجموعات و حسم التأهل المبكر و إراحة اللاعبين الرسميين و إعطاء الفرصة لمعظم البدلاء في المباراة الثالثة ضد المنتخب الزامبي ثم اللعب على نقطة أو ثلاثة نقط إن حالفنا الحظ في ذلك .
لكن لا شيء من هذا حصل فبعد المباراة الأولى ضد المنتخب التانزاني و حضوره الباهت فرضنا سيطرتنا طيلة التسعين الدقيقة دون هجمة تذكر لمنتخب تانزانيا الذي ركن إلى الدفاع مستسلما لفرضية الورق و الملعب التي رشحتا المنتخب الوطني المغربي للفوز بنقاط هذه المباراة .
لكن في المباراة الثانية أمام منتخب الكونغو الديمقراطية حالفنا الحظ في التسجيل المبكر من زاوية نجح حكيمي في إعادتها صوب مرمى الحارس الكونغولي محرزا هدف التقدم الذي اعتقد الجميع أنه بهذا التقدم المبكر ستتمكن عناصرنا من التحكم في مجريات اللعب و حسم نتيجة المباراة لصالحنا و بمجهود أقل كما يقولون .
لكنه و بكل حسرة و أسف نقول : كم كنا واهمين وحالمين معتقدين أن نتيجة المباراة في الجيب بهذا المجهود الأقل و بهذا الاقتصاد في اللعب .
فعزيمة و همة لاعبي المنتخب الكونغولي فاقت عزيمة و همة لاعبينا الذين بالغوا في الاقتصاد و العمل على تجنب الإرهاق ثم المبالغة في الجري بالكرة و الإكثار من المراوغات الشئ الذي ضيع علينا بناء عديد الهجمات التي حتما ستأتي بجديد مع التكرار و مع مرور الوقت و الدقائق لكن لا شيء مما ذكرنا حصل بل عكس كل التوقعات و التخمينات شاهدنا العناصر الكونغولية هي التي آمنت بكل إمكانياتها و قدراتها ثم بطموحها في تجاوز عقبة المنتخب المغربي المرشح على الورق فكانت ندا قويا و خصما عنيدا لعناصرنا فصمدوا و قاوموا و ناوروا و صنعوا العديد من الهجمات التي هددت مرمى ياسين بونو قبل و بعد تضييع ضربة الجزاء التي حالفنا الحظ في ارتطامها بالقائم ثم مغادرة أرضية الميدان لكن عزيمة و صمود الكونغوليين لم تفتر و قاوموا الحرارة و الرطوبة و نجومية اللاعبين المغاربة إلى أن بلغوا هدف التعادل دون كلل أو ملل إلى أن أوقفت صافرة الحكم طموحهم و عزيمتهم في انتظار مباراة الحلقة الأضعف في هذه المجموعة المنتخب التانزاني في آخر لقاء ضمن دور المجموعات.
أما عن لقائنا الأخير ضد المنتخب الزامبي نقول ناصحين لكل العناصر الوطنية و الإدارة التقنية (تحزموا و ترزموا) واعلموا أن شخصية البطل تكبر مع كل مباراة و ضعوا في حسبانكم أنه ليست كل مرة تسلم الجرة .
أبو نعمة قنوع