أبريل 12, 2025
Warning: sprintf(): Too few arguments in /home/fajrma/public_html/wp-content/themes/covernews/lib/breadcrumb-trail/inc/breadcrumbs.php on line 254

منظوماتنا المجتمعية و أخلاق المواطن

إن ما وقع من احداث اسكوبار الصحراء بالمملكة المغربية الشريفة، و سقوط اقنعه عدد من السياسيين و اصحاب النفوذ المحملين بخيانة الوطن و المواطنين الذين صدقوا أكاذيبهم السياسية من أبرز ما يضرب في مصداقية العمل السياسي المغربي في مقتل، و هو سبة على جبين المنتخبين السياسيين المغاربة الفاقدين للأخلاق الإنسانية و المواطنة الحقيقية و الهم الاجتماعي بالبثة.
فلو كان في البلد أشخاص صادقون في تأدية العمل السياسي الحقيقي و الذي بالفعل يحتاج إلى أشخاص صادقين و متزنين علميا و فكريا و أخلاقيا، و لا يحتاج إلى لوبيات تتلاعب بالشعب و بطموحاته، كما يحتاج العمل السياسي كذلك إلى نزول ميداني للشعب قصد تأطيره اكاديميا و علميا، و تأهيله كي يستثمر كفاءاته و طاقته خدمة له و للمجتمع،  لأن الشعب اولا و اخيرا هو القاعدة الأساسية للمشروع الوطني و للبرنامج التنموي و للنهوض بالمجتمع، فلا وجود لقيادة و لا سياسة دون العمل على تطوير مهارات المواطنين، و ما تقدمت عدد من الدويلات التي كانت إلى الوقت القريب كماليزيا و اندونيسيا و غيرها إلا بالاهتمام بالمورد البشري و تطويره و تأهيله كي يستثمر في خدمة الهدف العام للمجتمع.
فالسياسي يجب أن يكون عالما مكتسبا لعلم اجتماع و علم النفس الاجتماعي و السياسي، يحترم نفسه و وطنه و شعبه، لكي لا يجني على نفسه و على وطنه بمثل هذا الاستهتار المجتمعي، ولا اوصل العمل السياسي إلى أن ما وصل إليه أخلاقيا، و إن دل هذا فإنما يدل على أنه مؤشر على سياسات “الزواق من برا ” و البلقنة التي تغنى بها المغاربة منذ بعض السياسين والتي ألف مذيعوا الصحافة الصفراء تلاوة تفاصيلها في منابر شبه إعلانية، و هو دليل ايضا على أن سياسات حكوماتنا فاشلة لحد الغثيان، إذ انها أظهرت حقيقة عدم القدرة على تأطير المواطن و تكوينه.
إن ما قام به هؤلاء الأشخاص المنتسبون لأحزاب سياسية في الأمس القريب، وما اوقعهم فيه طمعهم و جشعهم و استغلالهم للعمل السياسي قصد قضاء مآربهم الخاصة و الشخصية و كشف حقيقة غبائهم السياسي، إن دل على شيء فإنما يدل على انهيار المنظومة الأخلاقية ببلادنا !!!
فحين يسمح السياسي لنفسه الاستيلاء غصبا على حقوق المواطنين المساكين و الترويج لوعود زائفة بدعوى العمل على تنمية المجتمع في حين تتناقض اقوالهم مع ما يفعلون، وحينما يجد عائد من القبر الوقت و القدرة و الرغبة في سرقة اموال و تفويت ممتلكات عمومية إلى ملكية خاصة، و هو الذي كانت عائلات مجتمعية تؤيد برنامجه الانتخابي و تفكر في تولي حزبه مقود التنمية الحقيقية كي تتفاجا بأنها ولت عليها لصا سابقا لطموحاتها و آمالها، فلا بد من التوقف مطولا عند اخلاقيات هذا المواطن المستهتر و عديم الوعي، فنستخلص أن ما قام به المواطنون ليس إلا مثالا على ما هم قادرون على القيام به .
فليس الفقر أو الكفر أو أية جائحة سبب ما شاهدناه إنما هو الإفلاس الأخلاقي الناتج عن تدمير المنظومة المجتمعية و خراب الأحزاب السياسية و سوء المناهج التعليمية و التبجح برفع يد الدولة عن التعليم لكونه في نظر من يقودون سفينتنا قطاعا غير منتج !!!
و من هنا اتوجه بكلامي للمسؤولين عن سياساتنا الوطنية و بالخصوص سياساتنا التعليمية ( العقيمة)، و أقول لهم إنكم توهمون المواطن بقدرتكم على الانتاج و عقد صفقات خارجية، لكنكم لن تستطيعوا بل لن تنتجوا أبدا مواطنا صالحا يعرف ما له وما عليه، لأن الأولويات لديكم تدبر بمعايير مغلوطة .
لن أقوم بمقارنات مع من هم أشد أخلاقا منا، فلا وجود للمقارنة مع وجود الفارق، لكن اريد أن أنبهكم و أقول : فلتتركوا مواطنا سويديا مع شاحنة صغيرة من الأكباش بدون حارس، فستعلمون أن هذا المواطن السويدي لن يفكر أبدا في سرقة و لو حبل عقال تلك الخرفان، لأنه لم يتربى منذ صغر سنه في منظومة تعليمية تربوية رثة متهالكة، و لأنه لم يتعلم أن يكون انانيا، او يكون كل هدفه هو استعراض الأرقام أمام مسؤولين خانعين ، و امام نواب برلمانيون لا يمثون لحقل التربية و التعليم و بعدهم الوزارات و بعدهم البنك الدولي كي ينهبوا و يسرقوا اعراض الشعب و الوطن، و للأسف حتى الجهات المتابعة خارجيا لمستوى تنميتنا تصنف منظوماتنا السياسية و التعليمية و الاجتماعية من أفشل المنظومات عالميا !!!
إن هذا المواطن السويدي مربي و مثال للسلوك الوطني و المواطنة الحقيقية، ليس لانه “مربي من عند ربي” كما يقول المثل، بل لأنه مر بمنظومة تربوية تسعى لتكوين مواطن صالح بالفعل و ليس بالأرقام، فلا بلاغات الإعتقالات التي تجري في صفوف المتورطين السياسيين سينفع، ولا عقاب المتلاعبين سيفلح، فما شاهدناه هاته الأيام، يدق ناقوس خطر آخر ينضاف إلى آلاف أجراس الإنذار التي قرعت منبهة لضرورة إعادة النظر في توجهات الدولة برمتها فهل من متعظ .
و بل هو أخطر خطرا سوف يأتي على الأخضر و اليابس إن لم نصلح منظوماتنا برماها، و ننتقل بها من منظومات عديمة عقيمة إلى منظومات مواطنة اساسها المواطن و محورها السلوك و ألياتها الإبداع و التنمية المجتمعية .

 

 

 

 

الكوتش الدولي : محمد طاوسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *