سبتمبر 8, 2024

Warning: sprintf(): Too few arguments in /home/fajrma/public_html/wp-content/themes/covernews/lib/breadcrumb-trail/inc/breadcrumbs.php on line 254

مواقع إلكترونية تنبث كالفطر بالمغرب توزع اعتمادات والبطائق وأغلب المنتسبين لها لا علاقة لهم بالصحافة

تعتبر الصحف والمجلات المطبوعة من أولى الوسائل الإعلامية، إذ كانت تعد مصدر أخبار الناس قديما، أما اليوم فقد تراجع عدد قرائها، بسبب توفر وسائل الإعلام الجديد، إلا أن هذا لا ينقص من القيمة الإعلامية للوسائل المطبوعة، حيث إنها حققت نجاحات كبرى، وخاصة بعض الصحف الوطنية التي كانت تتمتع بولاء جماهيري واسع لسنوات عديدة. فهل فعلا ستنتهي الصحافة الورقية، او ستنقرض كليا وتدخل الى عالم خطاب النهايات :

– نهاية الصحافة الورقية

– نهاية الشاشة الكبيرة

– نهاية الإذاعة

– نهاية السينما والمسرح

_نهاية دور الشباب والمخيمات .

المسألة باتت جد خطيرة، فليعلم الجميع عند كل نهاية توجد بداية، فإلى يومنا هذا ما زالت تؤسس صحف ومجلات في كل أرجاء الأرض، و تؤسس كذلك تليفزيونات و إذاعات بوجود جمهور متعطش و مهتم بالأخبار في اتساع كبير، فكل شيء اصبح رقميا، ولا نفرط في مزايا القديم.

فيجب علينا عدم إعدام الإعلام التقليدي ونرحب بالإعلام الجديد ومن يمارسون هذا الميدان يجب عليهم احترام اخلاقيات المهنة تفرض عليهم نوعا من الالتزام بجملة من المبادئ والقيم، ولا شك أن مهنة الصحافة تختلف عن باقي المهن الأخرى بكونها رسالة قبل أن تكون مهنة، فلنترك الاختيار للقراء كل واحد يختار وسيستقي الاخبار بطريقته، عبر الصحف او من الانترنيت واخر من التلفزيون، فالموضوع الذي يهمنا هو الجودة عكس ما اصبحنا نقرأ في المواقع الالكترونية عنوان في جهة والموضوع في جهة، يبحثون فقط عن البوز، خير مثال حي انني سبق لي كنت مراسل لإحدى الجرائد الإلكترونية طلب مني صاحب الموقع، ارسال مقالات للنشر مضمونها هو كتابة عنوان جد مثير، اما الموضوع لا يهم على سبيل المثال “قرنوف محفوظ يلتحق بالوداد !” والغرض من هذا العنوان هو البوز ونسبة المشاهدة، ولما يفتح القارئ المقال يجد بان محفوظ إلتحق الى وداد تمارة او وداد قلعة السراغنة هههه هل في نظركم هذه هي المعلومة او فقط الاستفادة المادية.

ولا تسأل عن فضيحة كثرة الاخطاء الإملائية لبعض مراسلي المواقع يحصلون على اعتمادات كمراسل صحفي وعلى بونيط تحمل اسم الموقع الذي يتعامل معه، همه الوحيد البحث عن الضحية ليستفيد منها ماديا لأن اغلب المواقع تبحث فقط عن مراسلين متطوعين لم يسددوا لهم درهم واحد،ةاذن البعض منهم يفكر في الابتزاز بطريقته الخاصة يسجل مع المشتكي ضد شخص اخر او ضد مؤسسة او مسؤول ويلتجأ مباشرة الى الطرف الاخر يخبره بما قيل عنه من طرف المشتكي ويحصل على المال لعدم نشر ضده، وفي الاخير نطالب ان يكون لنا اعلام جيد ورجال الاعلام في المستوى، فنجد بعض الصحفيين المهنيين الذين يتوفرون على البطاقة المهنية، واصحاب المواقع المحلية او الجهوية هم المرغوب فيهم من طرف مؤسسات كبرى ومجالس جماعية يستفدون من الاعلانات والاشهارات في كل مناسبة وطنية او دينية، فلا تسأل عن ،(البوند كوموند) والأجرة الشهرية وكذا البقع الارضية المجانية كل هذا الغرض منه عدم فضح ونشر غسيل الفاسدين، لهذا نطلب من سيادة الوزير الاتصال الشاب “المهدي بن سعيد” المكلف بالقطاع التدخل عاجلا ومراقبة مايجري داخل النقابات والمجالس المهتمة بالصحافة خاصة لجنة توزيع البطائق المهنية، وكذا بيع الاعتمادات لاشخاص لا علاقة لهم بالصحافة.

أما عن ظاهرة اصحاب الصفحات الفيسبوكية منهم من يحسب نفسه صحفي تجده دائم الحضور بمكاتب رؤساء المجالس المنتخبة يقوم بتغطية إعلامية مع الرئيس، هذا الاخير لا يفرق بين المراسل المعتمد او الصحافي المهني او مدون همه الوحيد استقباله ويدردش معه ويدهن السير، ويطلب منه فقط نشر عبر صفحته انشطة المجلس الايجابية، فالاعلام الالكتروني اصبح الان يتتبع حياة الأفراد والمؤسسات كانت غائبة عن الإعلام التقليدي.

لهذا نطالب إعلاما مستواه ومحتواه جيد قادرًا على الولوج إلى المعلومة والتي قد ترتقي في بعض الأحيان إلى قيمة الخبر الذي يأتي به الصحفي. هذا ما تعلمت منه طيلة تجربتي الصحفية كمراسل لعدة جرائد ورقية وطنية لمدة تفوق 30 سنة، ومازلت الى حد الأن اتعلم من الاساتذة اصحاب الاقلام النزيهة المعروفة وطنيا .

فلا يجب علينا أن نتوقف كثيرًا عند مصطلح الصحافة القديمة أو الجديدة، لأنه وبكل بساطة فإن الجديد سيصبح يوما ما قديما، ولا نفرط في القديم نلاحظ أنه ما زالت توجد وسائل إعلام تقليدية، لأنها هي التي تنيرنا اليوم وبشكل موضوعي وصحيح عن أخبار الناس واتجاهات الرأي العام، والذي يهمنا التأكد من الخبر ونشره. فكل الجديد يولد من أحشاء القديم نحتاج لأقلام حرة نزيهة بعيدة كل البعد عن ما يكتب في الإعلام الاجتماعي وشبكات التواصل.

لأنه اختلط الحابل بالنابل، ظهور موجة من الاشخاص ذكورا و إناثا همهم الوحيد البوز بواسطة التفاهة و الروتين اليومي منهم من تحضر الكسكس داخل مطبخ وهي عارية، فلا نريد اختفاء ثقافة الإعلام المكتوب في مواجهة ثقافة الإعلام التكنولوجي، لأن هذا الاخير همه الوحيد هو الاحصائيات كل شبكة توفر نسبة تفوق الملايير من المشاهدة مثلا شبكة الفايسبوك توفر 8 مليارات مشاهدة في اليوم . أما “سناب شات” فله 6 مليارات مشاهدة لمقاطع فيديو، ويُعتبر من بين أكثر الشبكات مشاهدة في العالم.

أما على منصة غوغل الخاصة بالفيديو، فإنه يقع تحميل 300 ساعة كل دقيقة وهو ما يمثل رقما خيالي، فهي تعالج ما يفوق 100 مليار عملية بحث في الشهر أي ما يقارب 40 ألف عملية بحث في هذا المحرك في الثانية، أما شبكة التواصل الاجتماعي، إنستغرام، فلها 400 مليون ناشط كل شهر، وهو ما يمثِّل تحميل 80 مليون صورة على هذه المنصة موفرة 3.5 مليارات إعجاب.

كل هذا مقبول من ناحية الارقام لكن العكس من ناحية اخرى اغلب مستعمليه بلا وجه ولا هوية ،اغلب الشباب الفيسبوك باتت مصدرهم الأول للأخبار، وأغلب المؤسسات الصحافية في جميع أنحاء العالم تتعرض لاضطرابات غير مسبوقة في نماذج العمل، وذلك مع الصعود المتواصل لتأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح من الضروري ربط نفسها بمنصة الفيسبوك وغوغل لتوزيع أخبارها، و الأخبار باتت حاضرة في الهاتف الجوال المتصل عبر شبكة الإنترنت وهو ما أنتج الإنسان تجده يحمل هاتفه اينما ارتحل وجلس ولو على سرير النوم او بيت النظافة (المرحاض) يدردش ويتصفح، اغلب الاوقات يقضيه على الإنترنت، عكس وقت مَجْدِ التليفزيون كان المواطن يقضي أسبوعيا 24 ساعة في المشاهدة، ينام باكرا. فلهذا اصبحنا نشاهد ونسمع فيدوات اغلبها شتم والكلام في اعراض الناس في وسائل التواصل الاجتماعي علما ان الموقع الالكتروني، الغرض منه توفير لرواد شبكة الإنترنت فتح صفحة شخصية من أجل تبادل معلومات وصور وفيديوهات مع مجموعة أصدقائهم وشبكة علاقاتهم. واصبحنا نشاهد يوميا انسحاب جمهور وقراء الصحافة الالكترونية بسبب ردائة وضعف محتوى المواضيع، والحديث عن الصحافة اليوم لا يستقيم اذا ما حافظنا على ذات آليات اشتغال الحقل الصحفي القديم في علاقته بالمجتمع والفرد والسلطة.

واخيرا يجب على المسؤولين والمهتمين بالشأن الاعلامي الحفاظ على هذه المهنة التي سميت بإسم السلطة الرابعة، فأية سلطة هذه ؟؟ يدخلها من هب ودب لا رقيب ولا حسيب !؟؟؟؟

 

 

 

قرنوف محفوظ…. مراكش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *