ظاهرة الإختطاف والإغتصاب والتغرير بالقاصرات والقاصرين في المجتمع المغربي ـ جهة فاس مكناس نموذجا

لا يمر يوم دون أن تدرج ملفات الاختطاف و الاغتصاب والتغرير بالقاصرات والقاصرين بالمحاكم، وتنشر وسائل الإعلام، قضايا و حوادث الاغتصاب والتغرير، ونداءات الهيئات والمنظمات التي تنبه من انتشار هذه الظاهرة خاصة بجهة فاس مكناس.
إن ما بلغته ظاهرة الإغتصاب وتغرير بالقاصرات والقاصرين ببلادنا يفرض دق ناقوس الخطر، حيث أضحى نشر خبر إغتصاب أو تغرير بطفل أو طفلة مجرد خبر عادي، شأنه شأن الأخبار التي تنشر، وهو ما يستدعي أن يتوقف عنده المتتبع، بحيث أن مئات الحالات التي عاشتها مدن وقرى مغربية لأطفال، كانوا ضحية تغرير واغتصاب وحشي، من لدن وحوش آدمية، تجردت من كل آدميتها و إنسانيتها لإشباع نزوة جنسية شاذة، والنتيجة واضحة، و قد لا يشعر بها ولا يعاين خطورتها سوى ذوي الضحية، إن أية مقاربة قانونية زجرية حقيقية، ستحد لا محالة من تنامي هذه الظاهرة الخطيرة التي يعج بها المجتمع المغربي، لكن العكس هو الحاصل، حيث تنامت ظاهرة التغرير والاغتصاب بصورة مقلقة جدا، لتصبح معها الطفولة المغربية مستهدفة في كينونتها، ويبقى معها السؤال المقلق أيضا : من المسؤول؟ ولماذا فشلت المقاربة الزجرية في الحد من استفحال ظاهرة الاختطاف الاغتصاب والتغرير، التي أصبحت الغول الذي يهدد الأسر المغربية، التي باتت تخاف على أبنائها من أن يكونوا في أية لحظة ضحية التغرير والاغتصاب يتربص بهم وتهدد مستقبلهم، لن استعرض هنا عدد الجرائم التي اهتز لها الرأي العام الوطني وحتى الدولي، والتي كان عنوانها الأبرز طفولة مغتصبة و صمت مجتمعي غير مبرر و مقاربة قانونية لا ترقى الى مستوى الجريمة المقترفة.
ابتسام، ضحى، خديجة، وسي محمد، أسماء أطفال من آلاف الأطفال المغاربة، الذين لا زالوا يحملون ندوبا وجراح لن تندمل، وهي ترى مغتصبها حرا طليقا، يعبث في الأطفال اغتصابا و يمارس ساديته بدم بارد، ودون أي وازع ديني ولا أخلاقي، ذئاب بشرية هي اليوم محط إدانة من الجميع ولا مكان لها بيننا، همها الوحيد هو استدراج فريستها الى المكان الآمن، ليسهل عليها تنفيذ جريمتها، دون أدنى شعور بالحرج أو الخجل، بأن ما تقوم به جريمة في حق إنسان كرمه الله تعالى، وميزه عن باقي مخلوقات الأرض وللأسف الشديد أننا في بعض الأحيان نشرعن مثل هذه الأعمال المشينة التي يعتبرها البعض منا حرية شخصية مادامت لم تمسه لا هو و لا أطفاله.
وفي تصريح لأحد النشطاء بمدينة صفرو قال : مسألة الاختطاف والاغتصاب والتغرير بالقاصرات والقاصرين، تعتير ظاهرة ملازمة للمجتمعات، إذ تتداخل في قضاياها عدة عوامل، منها العامل التربوي والعامل الإجتماعي والثقافي المرتبط بهذه المجتمعات، ومن الوجة السيكو-سوسيولوجية، تبقى العملية الثلاتية الأبعاد مترابطة بكيفية عضوية وجدلية : الأسرة/ المدرسة/ المجتمع، كمؤسسة الأسرة لها الآثار العميق على مستوى النمو السيكولوجي المتوازين للأفراد إلى حين تلعب مؤسسات التنشئة الإجتماعية أهم الأدوار في التربية العامة والتثقيف والتوازن النفسي ليبقى المجتمع بتفاعلاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أهم مكون للمكونات تأثير سلبا أو إيجابا على السلوك السوي للأفراد والجماعات وتمثلاتهم للواقع المعاش، إذ تعتير سلوكات الاختطاف والاغتصاب والتغرير بالقاصرات والقاصرين سلوكات شاردة وغير سوية وشادة كمنتوج لمجتمع معطوب ومؤسسات هشة من حيث التكوين والتأثير الإيجابي على الأفراد والجماعات.
عبد العزيز ابوهدون… جهة فاس مكناس