جمعيات المجتمع المدني مولاي بوعزة

هل الصالح العام هو الغاية من تأسيسها أم تلهت وراء المصالح الذاتية؟
معلوم لدى الجميع أن المسعى وراء تأسيس الجمعيات هو العمل التطوعي داخل النسيج المجتمعي الهش، وعلى هذا الغرار فهي تساهم بشكل أو بآخر في المساعدة تدليل الصعوبات ومد يد العون للمواطن الضعيف والمعوز والفقير، هذا المعطى قدم في أوقات سابقة خدمات جليلة ٱستحسنها البؤساء والضعفاء، غير أن الصورة التي أسست لها هذه الجمعيات أصبحت تشوبها الشوائب وتستدعي طرح العديد من التساؤلات، ولما تدخل السلطة للتحقيق في الشبهة.
عديد الجمعيات بمولاي بوعزة، أصبحت تخوض مع الخائضين باسم العمل الجمعوي، وما زاد الطين بلة هو الشعور بضياع المصداقية في العمل الجمعوي، حيث أضحت الرؤيا مبهمة وفاقدة للأهداف و تشتغل موسميا بلا ٱستراتيجية، والسبب في جله وليس في كله يرجع لٱقتحام الوجوه الفاقدة للكفاءة هذا المجال بخلفية المكسب والمصلحة، وأغلب هذه الوجوه تخدم أجندة حزبية ٱنتخابية لا علاقة لها بالعمل الجمعوي.
الراجح أن عمل الجمعيات هو التسارع إلى تقديم يد العون وتبديد الفوارق وتسهيل الحياة للفئات الفقيرة قدر المستطاع، وذلك هدفها الأرقى والأسمى بمباركة المحسنين، ومنح بعض المؤسسات والفاعلين الاقتصاديين والشركات والشراكات تلبية لنداء الحاجة، لكن الملاحظ في الفترات الاخيرة أن الأمور خرجت عن السيطرة ولم تعد تبشر بخير في زمن نحن فيه أشد حاجة للتضامن والتكافل من ذي قبل و اليوم أصبح سوق تأسيس الجمعيات التضامنية متار جدل لأن المقاصد لم تعد ذاتها كما تقرر لها في النفوس الورعة السليمة سالفا، في حين تقشعت المصلحة العامة من بين غيوم الحاضر وحتى المستقبل، الشيء الذي يستدعي تدخل جهات مختصة تكشف المستور، للكشف عن خبايا وأسرار قد تفجر فضائح ثقيلة تخص منح الجمعيات المقدمة من المجلس الجماعي ومجلس الإقليم.
ان طلبات تأسيس جمعيات تضامنية على السلطة أن تعيد ترتيب أوراقها، فهي جمعيات غير واضحة الملامح، لا تخضع لقواعد بعينها ولا تؤسس عملاً جماعياً يوحد الجهود المتكررة في الجهات المختلفة وصولاً لأهداف مشتركة مع أحزاب سياسية.