مغربية الصحراء… و جنون الجارة الشرقية

يقول عز وجل في كتابه الكريم ( يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ).
عندما خاطب جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني الشعب المغربي بقوله “علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرق المغرب إلى غربه علينا شعبي العزيز، أن نقوم كرجل واحد بنظام وانتظام لنلتحق بالصحراء ونصل الرحم مع إخواننا في الصحراء”.
كان هذا القرار لأجل تحرير جنوب المغرب من المحتل الإسباني آنذاك بعد تلقيه جوابا من المحكمة العدل الدولي بخصوص وضعية الصحراء وروابطها بالدولة المغربية، وما إن قررت المحكمة الدولية بأن المنطقة لم تكن أرض خلاء وأنها كانت مأهولة بالسكان بإضافة إلى وجود علاقات بين القبائل الصحراوية والدولة المغربية المتمثلة في البيعة الشرعية لتكون الفاصل والبرهان الذي دام لحوالي 75 عاما من طرف الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية.
وفي 05 نوفمبر 1975، جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني يعطي إشارة إنطلاق المسيرة الخضراء بقوله “غدا إن شاء الله ستخترق الحدود غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء غدا إن شاء الله ستطؤون أرضا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز، فلبى النداء 350 ألف مغربي ومغربية, متجهين صوب الصحراء لتحريرها وفي 14 نونبر 1975، تم توقيع اتفاقية مدريد التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة و بموجبها دخل المغرب إلى العيون سلميا بعد إنسحاب الإدارة الإسبانية يوم 26 فبراير 1976، قبل يومين من الموعد المحدد.
الدولة المغربية عرفت عدة مكائد ومؤامرات من طرف الدول المجاورة التي تمتاز بخيرات منحها الله إياها وشعبها يعاني من الظلم والقهر ولم توفر له الرفاهية بل اتحدوا واخذوا جميع الإمكانيات المتوفرة لزرع متاعب ومشاكل لكي لا تنمو وتزدهر الدولة المغربية فوضعوا مرتزقة استفادت من الدعم السخي العسكري والمالي من قبل ليبيا معمر القذافي وجزائر بومدين ومصر جمال عبد الناصر.
تولى جلالة الملك محمد السادس زمام أمور المملكة بعد وفاة والده جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه واهتم بجميع المناطق المغربية بدون إستتناء وخصوصا الأقاليم الجنوبية واستطاع أن ينميها بالمشاريع الاجتماعية والإقتصادية تشمل مختلف مجالات التنمية من زراعة وصناعة وتجارة بالإضافة إلى مشاريع هامة على مستوى البنيات التحتية. يقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ).
18 يونيو 2016، فرر المغرب العودة للاتحاد الإفريقي الذي تركه قبل 32 عاما لأنه بلد إفريقي بانتمائه وتربطه علاقات الأخوة والصداقة مع مجموعة من الدول الإفريقية واستطاعت أن تاخد من جلالة الملك محمد السادس دعما دبلوماسيا وزيارات مكثفة ومشاريع تجمع بين مكونات سياسية واقتصادية تنموية ودينية جعلته يحقق نجاحا كبيرا في السنوات الأخيرة، وبما ان المغرب شجرة جذورها في إفريقيا وأغصانها تتجه نحو أروبا فهو
يحده من الشرق الجزائر ومن الجنوب موريتانيا ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الغرب المحيط الأطلسي يطل على البرتغال وإسبانيا يعتبر صلة وصل بين أوربا وافريقيا وله ممر آمن للنقل البضائع التجارية عبر البرية اسمه الكركرات منه إلى موريتانيا في إتجاه إفريقيا.
في13 نونبر أقدمت القوات المسلحة الملكية المغربية على طرد مجموعة من المرتزقة بعد قطع الطريق لمدة تلات أسابيع وهو الممر البري الوحيد الذي يربط المغرب بموريتانيا وإفريقيا وهو ممر آمن عن باقي الممرات لا يبعد سوى (5) كيلومترات عن باقي الممرات التي أنشأتها الجزائر في سنة 2018 إلى موريتانيا، كمعبر لتصدير منتجاتها ومنها إلى غرب إفريقيا وهي طريق طويلة تقدر بـ800 كيلومتر وسط الصحراء والمسالك الوعرة والزوابع الرملية التي تحجب الطريق على السائقين بالإضافة إلى عدم وجود مرافق للاستراحة. ويبقى المغرب البلد الوحيدة للأمن والأمان، مقولة تقول ( اثنان لا يصطحبان أبداً القناعة والحسد واثنان لا يفترقان أبداً الحقد و الحسد ).
عبد السلام مخليص