أمناء الأحزاب و شهادة ملكية الكراسي
في بلدنا الحبيب لا يختلف المختلفون بجميع أطيافهم و توجهاتهم و إديولوجياتهم الفكرية و السياسية عن قضية كرسي السيد الأمين العام حيث و باختصار يصبح ماركة مسجلة بٱسم من يحالفه الحظ و يظفر بكرسي رأس الأمانة العامة، إلى أن يتوفاه الله ضدا على الأنظمة المنظمة وعن المؤتمرات و عن الهياكل الحزبية و الهيئات الموازية رافعا شعار القبضة الحديدية تارة و الحوار و المناورة ثم الكولسة حسب صحوة و صيحة مناصلي المرحلة .
هذا هو النهج السائد لدى أغلبية الأحزاب المغربية بمختلف أطيافها و ألوانها السياسية منذ أن وعينا على العمل الحزبي و بكل أسف .
أحزاب تدعوا و تدافع و تنظر للديمقراطية و تخط مبادئها على أوراقها المذهبية و على صفحات جرائدها و كلما سنحت لها فرصة الظهور على شاشات الإعلام العمومي أو في كل محطة من محطاتها الإنتخابية أو أنشطتها التواصلية مع المواطنين لسان حالها عن الحقوق و العدالة الاجتماعية و تكافئ الفرص و إعطاء فرصة للشباب و تقوية مكانة المرأة داخل هياكل التنظيم و المساواة و.. و و… و كثرة الواءات التي تنتهي بلا شيء، يذكر اللهم تأكيد منصب السيد الأمين العام الذي يتصدر المشهد ثم ينكب على تصيد فرص الظهور ليصبح وجها مؤلوفا كأمين عام لحزب الديمقراطية و المساواة و العدالة و الاتحاد و الجبهة و الحركة الشبابية و النسائية من أجل النزاهة و الحرية و التغيير .
كل هذه المطالب و الشعارات تظل و بكل أسف حبيسة مكتب و مكتبة و أرشيف السيد الأمين و يتم الإفراج عنها بين الفينة و الأخرى كلما طرأ طارئ يمنح للسيد الأمين فرصة الظهور و البوح بالمكنون في ثوان معدودات أمام عدسات الكاميرات ثم يعود إلى مكتبه و سباته دون حسيب أو رقيب …
هذا و بكل حسرة حال هيئاتنا السياسية و من يشرفون عليها إلى أن يتوفاهم الله فقط أما المرض فيتم التستر عليه و أن المرحلة ستمر بسلام إلى يتماثل أميننا العام بالشفاء .
سبب كتابة هذه الأسطر الحدث الأخير الذي سجل موت أمين عام حزب النهضة و الفصيلة، المعروف حزبيا برمز الشمس المسمى قيد حياته محمد خليدي بعد معانات مع المرض و كبر سنه الذي تجاوز السبعين سنة الذي ظل أمينا عاما للحزب منذ التأسيس في الخامس من دجنبر سنة 2005، إلى أن وافته المنية في أكتوبر من هذه السنة و تم عقد جمع عام إستثنائي و يعد المؤتمر الخامس في تاريخ الحزب منذ التأسيس الذي انتخب فيه المؤتمرون و بأغلبية ساحقة السيد محمد كفيل أمينا عاما لحزب الشمس و يعد أول خليفة للأمين العام المؤسس الراحل محمد خليدي .
