أبريل 15, 2025
Warning: sprintf(): Too few arguments in /home/fajrma/public_html/wp-content/themes/covernews/lib/breadcrumb-trail/inc/breadcrumbs.php on line 254

بين مطرقة الإهمال و سندان الانتظار..محطة اليوسفية تحت الضغط ..!!

 

الفجر الجديد:

متابعة: سيداتي بيدا.

في مشهد تكرر بصمت، دون أن يثير الكثير من الانتباه، وجد عشرات المواطنين أنفسهم عالقين مساء الأحد 13 أبريل 2025 بمحطة سيارات الأجرة بمدينة اليوسفية، ينتظرون وسيلة نقل تقلّهم نحو مراكش، دون جدوى. وجوه متعبة، أطفال يجهلون معنى التأخير، مرضى ينتظرون رحمة سيارة، ونساء وكبار سن يراقبون حركة طاكسيات تأتي وتغادر… إلى وجهات أخرى.

فبينما كانت المحطة تعجّ بسيارات الأجرة المتجهة نحو مدن كآسفي وسيدي بنور، ظل خط اليوسفية – مراكش شبه مشلول، دون تفسير واضح. الطلب مرتفع والعرض غائب، وغياب أي تنظيم ميداني زاد من تعقيد الوضع، حتى صار المكان أشبه بفوضى لا تخضع لأي منطق. هذا المشهد أثار استياءً واسعاً بين المسافرين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الانتظار لساعات أو الدخول في نقاشات حادة، بسبب غياب طابور واضح أو نظام يضمن الأولوية للفئات الهشة.

ورغم أن الأمر قد يبدو مجرد عطب عابر في قطاع النقل، إلا أن تكراره يطرح تساؤلات مشروعة حول غياب حلول واقعية تراعي حاجيات السكان المتزايدة للتنقل بين المدن، خاصة في مناطق بعيدة عن المحاور الرئيسية. فالحق في التنقل الآمن والمنظم هو حق أساسي، ومن غير المقبول أن يبقى مرهونًا بالحظ أو بقدرة الشخص على “فرض نفسه” وسط الازدحام.

ولأن المغرب يستعد خلال السنوات المقبلة لاستضافة تظاهرات دولية كبرى، فإن تحسين صورة البلاد يبدأ من تفاصيل بسيطة، مثل محطة نقل منظمة، وسائق طاكسي يحترم القانون، ومسافر يعرف متى وكيف سيصل إلى وجهته. لهذا، فإن تطوير قطاع النقل بين المدن لم يعد ترفاً أو مسألة تقنية، بل ضرورة وطنية تمس كرامة المواطن وتؤثر في ثقة الزائر.

عدد من المواطنين الذين عايشوا هذا المشهد مساء الأحد، دعوا إلى التفكير في نماذج مبتكرة ومرنة تتيح تحسين الخدمة، مثل الترخيص لشركات خاصة، وتطوير تطبيقات رسمية تُمكن من تتبع حركة سيارات الأجرة وضبط الأسعار، مع احترام الإطار القانوني والمساطر الإدارية الجاري بها العمل، في إطار من العدالة والشفافية وتكافؤ الفرص.

في الختام، ما وقع بمحطة اليوسفية مساء الأحد ليس مجرد خلل عرضي، بل هو مرآة لواقع يحتاج إلى جرأة في التشخيص، وصدق في المعالجة، وإرادة حقيقية للإصلاح. فالمواطن لم يعد يطلب المستحيل، بل فقط حقه في أن يصل… دون أن ينهكه الانتظار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *