الفن المحلي أولى بالدعم في المهرجانات بدلا من التفاهة المقنعة،مدينة صفرو نموذجا..
الفجر الجديد
عبد العزيز ابوهدون
صفرو، جهة فاس مكناس
المهرجانات الثقافية، في جوهرها، يجب أن تكون مرآةً حقيقية لتراث المدن، حيث يُعرّف الجمهور بأصالة الشعر والفن والموسيقى والتقاليد المحلية، وتُقدَّم فيها سهرات فنية تُبرز الموروث الإبداعي لفناني المنطقة. هؤلاء الفنانون هم سفراء الثقافة الأصيلة، ومَن يستحقون المنصات لإيصال رسائلهم النابعة من عمق الهوية والانتماء.
إن حضور ضيوف شرف من الفنانين والمبدعين المعروفين على المستوى الوطني والدولي يُعدُّ قيمة مضافة، شريطة أن يبقوا ضمن إطار الضيافة والتكريم، لا أن يُستقطبوا بشكل يُقصي أهل البلد، ويُحوّل المشهد إلى استعراضات فارغة تستهلك موارد ضخمة دون أثر مجتمعي أو ثقافي يُذكر.
ما يُصرف في مهرجانات تُروّج لنُخب فنية لا تمثل الواقع الإبداعي الحقيقي يُعتبر تبذيرًا غير مبرر للمال العام، وهو ما يُثير استياء الفنانين والمثقفين، الذين يرون أن ما يُروّج تحت غطاء الثقافة الفنية ليس سوى “تفاهة مُندسّة”، تُكرّس الرداءة وتُقصي الأصالة.
في صفرو، توجد طاقات فنية محلية تمتاز بروح وطنية صادقة، وقد ضحّى أصحابها بالغالي والنفيس من أجل رفع راية الوطن. همهم ليس الربح المادي، بل المشاركة المشرفة والاعتراف بدورهم في بناء المشهد الثقافي. أما الجوانب المادية، فهي آخر اهتماماتهم إذا توفرت العدالة والاحترام.
ومن هذا المنطلق، نوجّه نداءً صريحًا إلى الجهات الحكومية المعنية بضرورة وقف هذا التوجه، الذي يمنح التفاهة منصة أمام متابعين غير معنيين بجودة المحتوى، ويهمّش طاقات حقيقية أثبتت حضورها رغم التهميش.
ويبقى السؤال مطروحًا بقوة: هل ما يُنسج في الكواليس هدفه تغييب الأصوات الصادقة، أم أن الأمر مجرد اختيارات عشوائية… ؟ وهل باتت “التفاهة” معيارًا للنجاح والانتشار في المشهد الثقافي الوطني… ؟
