مول الحانوت بالمغرب والعمل الاجتماعي والاقتصادي داخل المجتمع…

الفجر الجديد:  مخليص عبد السلام

عدنا مثل مغر بي كيقول الاقتصاد في المعيشة نصف العيشة

أشتهر بمقولة ممنوع الطلق والرزق على الله هو مول الحانوت إسم يلقب به البقال أو صاحب المحل التجاري الصغير الذي يبيع المواد الغذائية داخل حي أو زقاق سواء في المدينة أو القرية

له دور رئيسي في تقوية النسيج الاقتصادي والتماسك الاجتماعي باعتباره الممول الأول بالسلع والبضائع

هو أول من يستيقظ وآخر من ينام ونادرا ما يستفيد من الراحة الأسبوعية و الأعياد الدينية والمناسبات الوطنية إلا في عيد الأضحى الذي يضطر خلالها بعض التجار الصغار إلى السفر لقضاء هذه الشعيرة الذينية بجوار عائلاتهم لتتشكل أزمة في البيوت بحثا عن المواد الغذائية و يعم السكون والهدوء في الأحياء طيلة عطلته

مول الحانوت الاكثر قربا من هموم ومشاغل الناس فهو كاتم أسرار الزبائن وهو الوحيد الذي يقرضهم بذون فوائد وتسهيلات في الأداء وهو القادر على صون الأمانات وجلب كل ما يحتاجه الزبون من سلع سواء تعلق الأمر بالمواد الغذائية أوالمواد التموينية

مثل (تبع صنعة بوك لا يغلبوك) مول الحانوت حرفته لا تموت بل تتوارث لأجيال متوالية لا يوثق أي ضمانات قانونية مع أهالي الحي فيما يقرضهم من سلع وخدمات بل تظل الثقة والتراضي والأمانة عاملا أساسيا في تجارته

يقول محمد بقال صغير في أحد الأحياء بمدينة البيضاء ما لا يعرفه الكثيرون عن مول الحانوت الذي يعمل في صمت ويستعين بصبر مثله مثل كافة المواطنين يعاني من عدة مشاكل اجتماعية واقتصادية منها غياب التغطية الصحية والتقاعد و الشعور بالملل داخل حانوته خاصة في أيام فصل الصيف الطويلة والحرارة المرتفعة التي من شأنها أن تؤدي إلى إتلاف بعض المواد الغذائية ناهيكم عما يواجهه من منافسة غير شريفة إثر تناسل الأسواق الكبرى التي أصبحت تجتاح الكثير من الأحياء الشعبية وتهدد وجوده

يقول المتنبي كالخيل يمنعنا الشموخ شكاية وتئن من خلف الضلوع جروح