نوفمبر 3, 2025

الحسيمة…فوضى تجارية واستغلال سياحي في غياب الرقابة…

 

الفجر الجديد: مصطفى هلالو

 

تعتبر مدينة الحسيمة واحدة من أجمل المدن المغربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، لكنها للأسف تعاني من إهمال متعدد الجوانب، بدءًا من الفوضى التجارية التي تعيق حركة المواطنين، وصولًا إلى الاستغلال الممنهج للزوار على الشواطئ العامة.

و في ظل غياب تام للسلطات المحلية، أصبح المواطن بين مطرقة الفوضى العمرانية وسندان الاستغلال السياحي، مما يُنذر بتراجع جاذبية المدينة كوجهة للراحة والاستجمام.

 

1. الفوضى التجارية: شوارع مُختنقة وأرصفة مغتصبة

أصبح المشهد اليومي في العديد من أحياء الحسيمة، خاصةً في المناطق التجارية مثل شارع محمد الخامس ووسط المدينة، يعكس فوضى عارمة. معظم المحلات تضع بضاعتها وأكياسها على الأرصفة وحتى في الشوارع، مما يعيق حركة المشاة ويُصعّب على السيارات العثور على مواقف.

 

– الراجلون يعانون: كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة يواجهون صعوبة في التنقل بسبب ضيق المساحات المتاحة.

– أصحاب السيارات في أزمة: انتشار البضائع على حافة الطرق يقلص مساحة الوقوف، مما يزيد الازدحام.

– غياب الرقابة: رغم وجود قوانين تمنع التعدي على الملك العام، إلا أن السلطات تترك التجار يفعلون ما يشاؤون دون محاسبة.

 

2. استغلال الزوار على الشواطئ: 70 درهماً مقابل الجلوس على الرمال!

إذا نجح الزائر في عبور شوارع المدينة المزدحمة، فإنه يواجه مشكلة أخرى على الشاطئ، حيث يتم فرض رسوم تعسفية تصل إلى 70 درهماً مقابل استخدام كرسي أو مظلة شمسية، حتى في المناطق التي من المفترض أن تكون عمومية ومجانية.

 

– المواطن يُجبر على الدفع: كثير من العائلات التي تريد قضاء يوم على الشاطئ تجد نفسها مجبرة على دفع هذه المبالغ، في غياب أي بدائل مجانية.

– احتكار الفضاء العام: بعض الأفراد أو المجموعات يستولون على مساحات شاسعة من الشاطئ ويحولونها إلى مناطق “خاصة” بمقابل مادي.

– أين هي البلدية؟: لا توجد أي جهة تراقب هذه التجاوزات أو تحمي حق المواطن في الولوج المجاني إلى الشاطئ.

 

3. غياب المرافق الترفيهية: مدينة بلا وجهة!

رغم جمالها الطبيعي، تفتقر الحسيمة إلى حدائق عمومية، مساحات خضراء، أو مراكز ثقافية تلبي حاجة السكان والزوار. حتى الشاطئ، الذي يُفترض أن يكون متنفساً مجانياً، تحوّل إلى ساحة استغلال.

 

الحلول المطلوبة: من الفوضى إلى الانضباط

1. تفعيل الرقابة البلدية: يجب على السلطات المحلية فرض احترام القانون ومنع التعدي على الأرصفة والشوارع.

2. توفير مواقف ومناطق تفريغ: تصميم أماكن مخصصة للبضائع بعيداً عن الممرات العامة.

3. إلغاء الرسوم التعسفية على الشاطئ: فتح تحقيق حول استغلال الفضاء العام وضمان حق المواطن في النفاذ المجاني.

4. استثمار في البنية التحتية الترفيهية: إنشاء حدائق ومتنزهات وملاعب لتخفيف الضغط على الشاطئ.

 

و ختام نقول الحسيمة تستحق الأفضل

فلا يعقل أن تتحول واحدة من أجمل مدن المغرب إلى فضاء للفوضى والاستغلال. على السلطات المحلية والجهوية تحمل مسؤوليتها، وعلى المجتمع المدني والمواطنين الضغط من أجل تغيير هذا الواقع. الحسيمة مدينة سياحية بامتياز، لكنها تحتاج إلى يد تُنقذها من الإهمال قبل فوات الأوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *