أكتوبر 2, 2025

هدر الزمن المدرسي في مراكش..تلاميذ ضحايا الاهمال و تاخر الإصلاحات..

 

الفجر الجديد:

تشهد بعض المؤسسات التعليمية بمراكش أزمة حقيقية في الزمن المدرسي للتلاميذ، ما يطرح تساؤلات جدية حول قدرة الجهات المسؤولة على ضمان حق التعليم، الذي يعد من الحقوق الأساسية للمواطنين.

 

تعد مؤسسة اليوسي الابتدائية بمنطقة سيدي يوسف بن علي إحدى أبرز المؤسسات التي تعاني جراء الإهمال، حيث لا تزال تسعة أقسام بها متضررة من تشققات وتصدعات ناجمة عن زلزال الحوز سنة 2023.

هذا الوضع دفع إدارة المؤسسة إلى تقليص ساعات التمدرس إلى ست ساعات يومياً مقسمة بين الفترة الصباحية والمسائية، في انتظار إعادة الترميم. ورغم مرور أكثر من سنتين، لم يتم اتخاذ أي إجراءات ملموسة لإصلاح هذه الأقسام، ما تسبب في هدر حق التلاميذ في التعليم بالمؤسسة، مقارنة بزملائهم في المدارس الأخرى.

 

يشير خبراء تربويون إلى أن هذه الأزمة تعكس تراخياً واضحاً من طرف الوزارة الوصية، الأكاديمية الجهوية، والمديرية الإقليمية بمراكش، إذ لم تُنفَّذ برامج فعالة لسد الخصاص في الأطر التعليمية أو لتوفير البنية التحتية الملائمة. ويعد هذا الوضع انتهاكاً للحق الدستوري للتلاميذ في التعليم، ويضع آلاف الأطفال في موقف هش أمام المستقبل الدراسي.

 

شدد المنتدى المغربي لحقوق الإنسان بجهة مراكش-آسفي على ضرورة تحمل المسؤولين لمسؤولياتهم تجاه التلاميذ، بما يشمل إعادة استرجاع الساعات القانونية للتمدرس وضمان تساوي الفرص مع التلاميذ في المدارس الخاصة. كما دعا المنتدى إلى سد الخصاص في جميع المؤسسات التعليمية بعمالة مراكش، لضمان حق كل طفل في التعليم دون تمييز.

الأزمة الحالية في قطاع التعليم العمومي بمراكش ليست مجرد مشكلة مؤسسية، بل تمثل اعتداءً على حقوق أساسية للمواطنين. ويؤكد المتتبعون أن استمرار الوضع على هذا النحو يعكس غياب متابعة حقيقية للإصلاحات ومساءلة المسؤولين، ويطرح تساؤلات حول جدية الجهات الرسمية في الوفاء بالتزاماتها تجاه المستقبل التعليمي للأجيال المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *